قضية اسمها اليمن

الكشف عن مذبحة سلاحف في محمية شرمة بحضرموت والسلطات تتوعد محاسبة المتورطين

 يمنات – متايعات

تتعرض السلاحف في محمية شرمة الطبيعية بمحافظة حضرموت للقتل من قبل بعض الأشخاص وذلك في إجراء غير مشروع يهدد احد اهم أنواع السلاحف المهددة بالانقراض في العالم .. فيما توعدت الجهات الحكومية المختصة المتورطين بمعاقبتهم وأحالتهم للمحاسبة القانونية. 

وكان مدير عام شركة نومادك ترافل للسياحة احمد الحميقاني كشف بالصور عن عملية ذبح سلحفتين في محمية شرمة الطبيعية ..مشيرا إلى أن الكشف عن عملية ذبح السلاحف هذه جاء أثناء مرافقته ضمن فوج من السياح (الهولنديين) وزيارتهم إلى المحمية لغرض الاستجمام والاستمتاع بمشاهدة السلاحف عند خروجها إلى الشاطىء لوضع البيض.

وأستطرد الحميقاني في مذكرة وجهها إلى وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن الإرياني حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها تفاصيل حادثة قتل السلاحف التي قال انه شهد تفاصيلها مع مجموعة الفوج السياحي الهولندي أثناء زيارتهم للمحمية.

وقال:" لقد فوجئنا بوجود جثث لسلاحف عديدة متناثرة في المحمية".. وأضاف :" في الساعة الحادية عشرة ليلا من نفس اليوم الذي وصلنا فيه إلى المحمية, شاهدنا دخول سيارة من البوابة الرسمية للمحمية تقل ستة أشخاص قاموا بذبح سلحفتين إحداهن تجاوز عمرها المائة عام فحاول أحد السياح وزوجته منعهم من ذبح المزيد, والتقطوا لهم صور مرفقه لكم نسخة منها ".

وعبر الحميقاني عن أسفه بأن يكون حراس المحمية على علم بذلك, وأنهم من يسهل عملية عبور السفاحين من وإلى المحمية." .داعيا وزارة المياه والبيئة والجهات الحكومية المختصة إلى سرعة التدخل وحماية المحميات الطبيعية من مثل هذه الأعمال المؤسفة .

وفي أول رد فعل من الهيئة العامة لحماية البيئة اعلن رئيس الهيئة محمود شديوه في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) انه سيتم احالة كل المتورطين في علمية قتل السلاحف او المتواطئين من الحراس إلى المحاسبة من قبل السلطة المحلية في محافظة حضرموت .

وقال " تم الاتفاق مع قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت على تطبيق غرامات مالية سبق وان بدأت الهيئة عملية تطبيقها في جزيرة سقطرى ، بالاضافة إلى تطبيق اجراءات عقابية نص عليها قانون حماية البيئة رقم (26) لسنه 1995م ..كما تم بناء نوبات حراسة في منطقة شرمة المقترح اعلانها رسميا محمية طبيعية خلال العام الجاري وتزويدها بالحراس من قبل الهيئة والسلطة المحلية بغية ايقاف عمليات قتل السلاحف بغرض اكلها.

واضاف " ان عمليات قتل السلاحف بغرض اكل لحومها تمثل حالة غريبة على مجتمعنا اليمني حيث لم يكن معتادا اكل لحوم السلاحف إلا ان هذا الوضع تغير بعد تدفق اللاجئين الافارقة إلى اليمن.

وكشف شديوه عن وجود عوامل اخرى تهدد حياة السلاحف في منطقة شرمة الطبيعية تتمثل في الكلاب الضالة المنتشرة في المنطقة والتي تتغذى على بيض السلاحف. .مبينا أن الهيئة تعتزم تنفيذ حملات واسعة للتخلص من الكلاب وتسوير المنطقة وحظر الدخول اليها عدى لغرض السياحة البيئية مع الحرص على مراقبة الوافدين لتجنب اي اضرار قد يلحق بالسلاحف او بيضها .

واكد رئيس الهيئة أنه سيتم تشكيل هيئة ادارية لمحمية شرمة عقب اعلانها رسميا محمية طبيعية خلال العام الجاري تتكون من السلطة المحلية والمجتمع المحلي وممثلي عن الهيئة ووزارتي المياه والبيئة والسياحة لتتولى الهيئة الادارية ادارة المحمية والحفاظ على التنوع الحيوي فيها والمتمثل في السلاحف الخضراء .

ومنطقة شرمة جثمون تقع شرق المكلا على مساحة إجمالية تمتد بطول 75 كيلومترا من خيصة قصيعر وحتى صويبر ثوبان مديرية الديس الشرقية , وتعد مأوى رئيسي لتعشيش السلاحف البحرية المهددة عالمياً بالإنقراض . 

ويستهدف الإجراء الحكومي المرتقب لإعلان شرمة محمية طبيعية بإعتبارها من أهم المواقع الوطنية والعالمية لاستيطان السلاحف النادرة عالميا .. حماية بيئتها البحرية والسلاحف التي تعيش عليها من الانقراض. 

وتشكل منطقة شرمة جزءاً من المنطقة الساحلية لخليج عدن ذات النظام البيئي المتفرد وعالي الإنتاجية ..فضلا عن كون المنطقة تتميز بنظام فريد في توطين عدة أنواع من الحيوانات التي توشك أن تنقرض .

وبحسب دراسة أعدها رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بساحل حضرموت الدكتور سالم ربيع بازار فإن محمية شرمة – جثمون بمديرية الديس الشرقية تعد من أهم الموقع لتعشيش السلاحف و تحتل الرقم اثنى عشر في الترتيب العالمي لتعشيش السلاحف .. موضحا أن المحمية يبلغ طول ساحلها حوالي عشرة كيلومترات .. مبينا أن هناك عوامل أخرى غير بشرية تهدد حياة السلاحف في المنطقة ومنها الكلاب الضالة .

وقال أن الإستعداد ت جارية حاليا للبدء في تنفيذ مشروع حماية السلاحف البحرية من الاعتداءات بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي لبيئة ساحل حضرموت التي تتميز بالتنوع الكبير للأسماك التجارية والأحياء البحرية كالسلاحف وغيرها وتمتاز بتطور اقتصادي قابل للامتداد والتوسع مما قد يهدد البيئة البحرية إذا لم تؤخذ الاحتياطات المؤمنة لذلك .

رئيس الجمعية اليمنية للتوعية وحماية البيئة صادق العصيمي اوضح من جانبه أن السلاحف المتواجدة في منطقة شرمة تصنف من بين الاربعة الانواع النادرة على المستوى العالمي والمتواجدة في السواحل اليمنية والتي يجب ان تعطى الحماية الكافية لضمان استمراريتها .

واشار إلى أن تعاقب الاقبال على هذه المنطقة ياتي من كون المنطقة شرمة تعتبر محمية تحط فيها السلاحف بيضاها وعملية العبث بالبيض او بالسلاحف نفسها يهدد بانقراض هذا النوع.

واوضح ان مثل هذه الممارسات أن وجدت في منطقة شرمة فهي تهدف إلى الاتجار (غير المشروع ) بالبيض أو لحوم السلاحف رغم وجود قانون ينظم عملية الاتجار بالانواع المهددة بالانقراض والتي منها السلاحف .

وشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة لحماية هذا النوع في حال تعرضه لا ي ممارسات قد تهدد حياة السلاحف فيه بالانقراض . 

سبأنت: تقرير – محمد السياغي ,إبراهيم الذماري

زر الذهاب إلى الأعلى